الى أنور عبد الرحمن ..... اكتم على القلب الغضب

عبد الستار نورعلي

 

لا تغضبنَ أبا علي فالغضبْ

نارٌ لهبْ

فتصيبُ قلبَ المرءِ بالرَهَص ِ النصبْ

والرأسَ بالصدع ِ واضرام ِ العَصَبْ

فاكتمْ على القلبِ الغضبْ

خيرٌ لصحةِ صوتكَ الساري على عودِ الطربْ

ولمنْ يطيلُ سماعهُ

لكلامكَ الحلوِ العتبْ

فاكتمْ على القلبِ الغضبْ

 

فإذا غضبتَ عليكَ أنْ تلقي التعبْ

عنْ كاهليكَ

وإنْ رأيتَ الحِملَ أثقلُ منْ جنازيرِ اللجبْ

اقرأ فتبتْ في العذاباتِ يداكَ أبا لهبْ !

يا مشعلَ النيران ِ في جسدِ الحطبْ

ومثيرَ احرابِ الحَسَبْ

نسبٌ نسبْ

كلُ الطلبْ

نسبٌ يجرُ الموتَ في بئرِ النسبْ

ومقابرٌ حُفرتْ بآلاتِ العَصَبْ

وعظامُ قوم ٍ جُردوا حتى الكَعَبْ

بيدِ الحثالاتِ المجردةِ المواثيق ِ المجردةِ  النسبْ

ووحوش ِ قوم ٍ مارسوا كلَ الغرائبِ والعجبْ

والمومسُ الحرباءُ أخبثُ مَنْ شغبْ

في جيدها حبلٌ كَذبْ

 

للناسِ حقٌ في الغضبْ  

في ما يقالُ وما يثارُ اليومَ في دنيا العربْ

فيها الكثيرُ من السببْ

ليثيرَ مكمونَ اللهبْ

في النفسِ ذاتِ التوق ِ للحق ِ انقلبْ

سغبٌ

سغبْ

في الأرضِ ذاتِ الطول ِ والعرض ِ وانسانٍ رَهَبْ

إنَ الذينَ تصدروا أرضَ العربْ

عَجَبٌ

عَجَبْ

كلُ الذي قد قيلَ منْ شيخ ِ العربْ

عَجَبٌ

عَجَبْ

للناس ِ حقٌ في الغضبْ

فالمالُ في البيتِ انسلبْ

الماءُ في الأرض ِ انسلبْ

الحرفُ من فيهِ انسلبْ

الخلقُ في الكون ِ انسلبْ

الوجهُ في الحق ِ انسلبْ

الوطنُ الموجوعُ بالسيفِ انسلبْ

والسارقُ المطعونُ أحقرُ مَنْ سلبْ

والفارس المنصور لصٌ مُحتطبْ

 

اكتمْ على القلبِ الغضبْ

واخفضْ جناحاً من تعبْ

فاليومُ آتٍ لا محالةَ للذي هبَ ودبْ

يلقى الذي ينتظرُ الواغلَ في لحمِ الشعبْ

هذا الذي يغرقُ في وحل ِ الكذبْ

يلقى الذي ينتظرُ الطغيانَ واللصَ العَطَبْ

ليكونَ للحق ِ الغلبْ

 

الأربعاء 28- 12- 2005