حول نداء استغاثة من اللاجئين الكرد الفيليين في ايران عبد الستار نورعلي في نداء وجهته الدكتورة بيان الأعرجي مسؤولة جمعية الاحسان الخيرية في لندن الى كل من رئيس الجمهورية العراقية والسيد رئيس الوزراء وسماحة السيد عبد العزيز الحكيم تتحدث فيه عن نداء استغاثة وجهه اليها اللاجئون العراقيون في مخيم ازنا في ايران البالغ عددهم ألفاً وسبعة لاجئ ، والذين أغلبهم من الكرد الفيليين اضافة الى مجموعة من سكان الأهوار في جنوب العراق من الفارين من ظلم وبطش النظام الاستبدادي الساقط ، يستغيثون فيه من الحالة المزرية التي يعانون منها في المخيم في هذا الشتاء القارس الشديد البرودة ، ويطالبون بالالتفات اليهم ونجدتهم وحل ما يواجهونه من مأساة وظروف صعبة قاسية حيث لا وقود لمواجهة الزمهرير وطبخ الطعام ، ولا غذاء إذ قطعت عنهم المساعدات الغذائية منذ فترة ، وحتى الأمم المتحدة قطعت عنهم هذه المساعدات ، الأمم المتحدة التي ينخر في اروقتها الفساد والرشوة وفضائح برنامج النفط مقابل الغذاء التي كشفت كيف أن موظفيها الكبار وشركات الدول الكبرى والصغرى في شتى بقاع الأرض نهبت أموال الشعب العراقي ومنه هذه المجموعة المنسية المعزولة في حالة يرثى لها. لقد أمست الأمم المتحدة جسداً بلا روح ، ومنظمة مهمتها اصدار قرارات التهديد والتنديد والتوقيع على ما تخطط له وتريد الدول الكبرى القيام به ضد الضعفاء من دول العالم الثالث. أما الأمة العربية والاسلامية فالحديث عنها أصبح معاداً مكرراً ومقرفاً الى حد التخمة ، حيث لا أذن تصغي ولا عين ترى ولا قلب ينبض ولا ضمير يستيقظ ، فهي في سباتها لاهية ومع أبنائها طاغية، قلبها جلمود الصخر الصلد الذي لا حراك فيه ولا نبض ، وليته صخر ، انما مخالب تنهش وريش ينفش وروح أقرب الى الانتقام منه الى الانسانية السمحة التي تهب لنصرة المظلوم والمعاني والفقير والضعيف والمريض المحتاج الى العلاج كما جاءت به شريعتنا الاسلامية وأمرت وأوجبت . أين يقيم هؤلاء اللاجئون ؟ أليسوا في ارض مسلمة وبين قوم مسلمين يملأ صراخهم وضجيجهم الدنيا بالدعوة الى بناء الدولة الاسلامية والشريعة الدينية وحكم المستضعفين في الأرض؟ هاهم المستضعفون يعانون فأين الشريعة والمسلمون منهم؟ فهل خلقت ألسنتهم من أجل شتم الشيطان الأكبر فحسب دون الالتفات الى ضحايا الشيطان هذا وشياطينه الصغار الذين نصبهم فكانوا وراء ظلمهم واضطهادهم وتشريدهم ولجوئهم وهروبهم؟ وهل خلقت ثرواتهم وكدست أموالهم ومنعت من محتاجيها وأصحابها الحقيقيين وسرقت من أفواه الجياع والمساكين والفقراء والمستضعفين من أجل بناء برنامج نووي والناس تتلوى في المعاناة والفقر والمرض والأمية والتخلف؟ وأين الأخوة الاسلامية والمسلم أخو المسلم والجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟! وهاهو ألف جسد وسبعة يشتكون فأين الجسد الواحد الذي يئن فيبادرالرأس واليدان لنصرتها وانتشالها مما هي فيه؟ والله لو كانوا في بلاد الامريكان والفرنسيس والانجليز لوجدوا كل دعم ورعاية وتفضيل وتعزيز. إننا نضم صوتنا الى صوت الدكتورة الفاضلة نداء الأعرجي ونطالب حكومتنا ومسؤولينا ونناشد سماحة السيد عبد العزيز الحكيم أن يبادروا الى نجدة هؤلاء الذين هم موتى لكنهم يتنفسون ، وهم غرثى وجيرانهم يبيتون في المشتى ملاءاً بطونهم وسميكة أغطيتهم ، وموقودة نيرانهم ، ومطبوخة أطعمتهم ، مما لذ وطاب وحلا . أما المستضعفون في الأرض لهم الله وجنة عرضها السماوات والأرض ! بالأمس كتبنا وكتب غيرنا الكثير الكثير ودبجنا الكلام والتفسير ، حيث طالبنا وناشدنا بنجدة الشاعر العراقي الدكتور عبد الإله الصائغ في محنته ومرضه وضيق ذات اليد ، فهب مشكوراً السيد رئيس الوزراء الدكتور ابراهيم الجعفري دون تأخير أو تردد وقرر تحمل الحكومة تكاليف علاجه وشكل لجنة لمتابعة الأمر فسار كل شيء كما يراد ويرضي ، وهاهو الصائغ في طريقه الى العلاج ، وهو فرد واحد مع مكانته المتميزة. لكن الأمر الان يتعلق بحياة الف وسبعة من النساء والرجال والأطفال والشيوخ والمرضى ، فهل المحنة ليست جليلة ولا تستحق استجابة سريعة فورية؟ نحن على ثقة بأن السيد رئيس الجمهورية الاستاذ جلال الطالباني ورئيس الوزراء وشخصياتنا السياسية والدينية ستأخذ الأمر بجدية واهتمام ومتابعة ومساعدة سريعة وهبة عراقية ، ولن ينسوا هذه المجموعة من شعبنا العراقي الذي يعيش ظروفاً صعبة ومأساوية. وفي الوقت ذاته نناشد حكومة اقليم كردستان وعلى رأسها السيد الرئيس مسعود البرزاني ان تبادر هي من جانبها لمد يد العون لهذه المجموعة اللاجئة ، وبخاصة أن غالبيتها من الكرد الفيليين الذين كانت قضيتهم حاضرة في مؤتمر الكرد الفيليين الذي عقد في هولير في ديسمبر من العام الماضي قبل الانتخابات العراقية ، حيث كان من ضمن ما قاله الرئيس البرزاني في خطابه أمام المؤتمر اعطاء التسهيلات للفيليين الموجودين حالياً في ايران ومساعدتهم ليعودوا الى كردستان العراق ، وذلك لتحتضنهم. وهنا نذكر بأن تطبيق هذا الوعد قد حان ، وإن كان هناك ما يعوق تنفيذه فليس أقل من مد يد المساعدة لهؤلاء المنكوبين لانتشالهم مما هم فيه من وضع سيء. ولا أظن أن قيادة حكومة كردستان العراق ستبخل على أبناء أمتها بهذه المساعدة والمبادرة في انقاذهم وحل معضلتهم. ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ .....
السبت 21- 1- 2006
|