الأم العراقية - عبد
الستار نورعلي
هذي هي الأمُ التي
قد حملتْ في رحمها
كلَ الذي مرَ به العراقْ
هذي هي الأمُ التي
قد جابت الآفاقْ
بحملِها
وحزنها
جراحها
بكائها
دموعها
سـرورها
شـموخها
سـموها
وصبرها الأصبرِ منْ ايوبْ
وقلبها الأصلبِ والأصفى من القلوبْ
وروحها الأرقِ من نسائمِ الحقولْ
هذي التي ما خـُلقتْ من مثلها
أم ٌ على الأطلاقْ ...!
ايتـُها الحبيبة ُ
الطبيبة ُ الطيبة ُ الأعراقْ ،
يا حضنَ كل ِ متعبٍ
ومرهق ٍ
مهاجر ٍ
يغيبُ في البلدان ِ
والبحارِ
والآفاقْ ،
يا بيتَ كل ِ باحثٍ
عنْ منزل ٍ
يلقي عليهِ رأسَـهُ
وصدرَهُ
يعانقُ الأمانَ
والأحلامْ
ليستريحَ منْ عناءِ رحلةِ الأيامْ
ومنْ دم ٍ مباحْ
فيكسـرَ الأطواقْ
يلملمَ الجراحْ ،
يغفو على وسادةٍ
دافئةِ الجناحْ........
يا صورة ً صورها الإلهُ
في منارةِ الأكوانْ
فتحتَ أقدامكِ فردوسٌ
من الجنانْ
كونٌ من الحنانْ
يا واحة َ الزمان ِ
والمكانْ
وقبلة َ الانسانْ
أماهُ ، يا مسلة ً شامخة َ السطورْ
باسقة َ الغصون ِ والجذورْ
حملتـُكِ تاجاً من الزهورْ
بحراً من الحبورْ ...!
يا قامة ً عالية ً
أنجبتِ الأبطالْ
قدمتِ الشهيدَ ……
والشهيدَ ……..
والشهيدْ ................
أنشأتِ الوليدَ…….
والوليدَ…..
والوليدْ.......................
تحدتْ القضبانَ والأهوالَ
والحديدْ
علمتْ الشعوبَ كيفَ يولدُ الرجالْ
وكيف لا تجفُ في عيونهمْ
ساقيةُ الآمالْ
وكيفَ لا تخضعُ
لا تذلُ للطغاةِ
والأنذالْ
وسُـوقةِ الرجالْ ...!
علمتْ التاريخَ كيفَ تصبرُ النسـاءُ
في الحروبْ
وكيف تعلو قامةْ الصمودِ
في القلوبْ
وترتقي الشعوبْ
رغمَ هدير ِ السيفِ والذبح ِ
وأنهار ِ الدماءْ
والعبثِ المجنون ِ في القتالْ
وشرعةِ اللصوص ِ والأقزام ِ
والأهوالْ ...!
بغدادُ .........
يا بغدادُ............
يابغدادْ .......!
ياأمَ كلِ الحالمينَ التائقينْ
للشمس ِ
للدفء ِ
وللعناقْ
عناق ِ أنهاركِ
أشـجاركِ ...
ترابكِ
وكبرياء ِ الأرض ِ
والأحداقْ ...!
يا أمَ كلِ الثائرينْ
ياأمَ كلِ الساهرينْ
ياأمَ كل ِ الصابرينْ
الصامدينْ ،
ياأم كل السائرينْ
في دربكِ المليء ِ بالأشواكِ
بالسـيوفِ
بالطغاةِ
بالغزاةِ
بالارهابْ ،
ياأمَ كل ِ الطيبينَ الطاهرينَ الأنقياءْ ،
ياغابة َ الحبِ الوفيرْ
يا واحة َ القلبِ الكبيرْ ...!
الله ُ مما يحملُ العراقْ
والأمُ في العراقْ
في عيدها الأثيرْ......!
الأثنين 21 آذار 2006
|