من سـيرة أحمد زينل - عبد الستار نورعلي

[28-05-2006]

عبد الستار نورعلي

يحلمُ .....
أنْ يرفعَ
كلَ الأفئدةِ الظمأى
فوق الأكتافْ

في الروح سحابٌ
ظلٌّ من مطرِ الحبِّ
ظمأ أنْ يطفئ ظمأ الأشواقْ
شـمسٌ تشـرقُ في القلبِ
دفئاً يحتضنُ أزقتنا
أحلامَ طفولتنا
لتخطَّ على الجدرانِ
رسوخَ الأقدامْ
تجري .....
تجري .....
صوبَ القمةِ.............
والأضواءْ..........................
..................................

ها نحن نعيدُ الرسـمَ ،
اللوحة ،
نحفرُ في الحجرِ الآثارْ
ونشكـِّل لوحَ الأحلامْ

في الكفِّ عصا ً
لم تهبط يوماً في كفْ

الصحة والأشياءُ هما صنوانْ
لا ينفصمانْ
الصحة تاجٌ
فإذا ازدهرتْ
يزهرُ ....
يزهرُ ....
وإذا ذبلتْ
يذبلُ ....
يذبلُ ....

اقرأ ْ باسـمِ الأملِ القادمِ
باسـم الحبِ
باسـم الأمِ
باسـم الأبِ
باسـمِ القلم ِ
افتحْ شـباكَ حروفِ الأيامْ
ولتهجمْ ريحُ الآبارِ الكبرى
اشـربْ ......!
اشـربْ ......!
حتى تشـبعَ .......
من كل الآبارْ !

في الكفِّ عصا ً
لم تهبطْ يوماً في كفْ

دقَّ الجرسُ
وضجيجُ السـاحةِ يُختزلُ
وقعُ الأقدام تهرولُ ..............
نحو العُـلبِ المفتوحةِ
في الأعلى
في الأسـفلِ
تنحشـرُ الأجسـادُ
تفتحُ نافذة َ العين ِ
وبابَ الرأسْ ..............

كالطودِ الشـامخ ينتصبُ
وسـط السـاحةِ :
ـ أسـرعْ !..........
أسـرعْ !..........

صمتٌ يطبقُ في الأجواءْ ............

العِـلمُ
يرافقهُ حُســنُ الأخلاقْ
هذا ما سـطَّرهُ الشـاعرُ
في الأحداقْ
هذا ما ردده السائحُ
في الآفاقْ
هذا ما لوَّنه فينا
أحمـدْ
زينـلْ .........

* أحمد زينل: كان معلمنا في مادة "الأشياء والصحة" في مدرسة "الفيلية الابتدائية الأهلية" في أوائل خمسينات القرن الماضي . كان أحد شخصيات ومثقفي الكرد الفيليين والعراقيين البارزة في بغداد. شـارك في نضال الحركة الوطنية العراقية خلال أربعينات وخمسـينات وسـتينات القرن الماضي . توفي مغترباً في السـويد قبل أعوام. وله كما لغيره من معلمي المدرسـة المذكورة ريادة التنشـيء العلمي والتربوي ونشـر التعليم وسـط أبناء الكرد الفيليين في تلك الحقب من تاريخ العراق الحديث حين كان أولئك الأبناء محرومين من الدخول في المدارس الرسمية . كما لهم الفضل والتأسيس فيما وصلنا اليه من مكانة وعلم وثقافة . هم الرواد ونحن الثمرة.

* القصيدة كُـتبت بتاريخ الأربعاء 2000-3-29 وهو على قيد الحياة تكريماً له ولكفاحه ونضاله الطويل ، وعمله في خدمة شـعبه وشـريحته باخلاص وتـفان وحماس ونكران ذات . صارع المرض وعانى كثيراً في أواخر أيامه. توفي قبل أعوام .

الأحد 28 مايس 2006