هل الفيليون كرد مع وقف التنفيذ...؟! عبد الستار نورعلي
يقول الشاعر العربي القديم: وظلمُ ذوي القربى أشـدُ مضاضة ً على النفسِ منْ وقعِ الحسامِ المهندِ
* * * * * * ومعذرة لكم أعزائي أني ما استطعت إلا أن أستشهد بشاعر عربي ! وهذا من ظلم الآخرين ..... وظلم ذوي القربى ..! وإن كنتُ أعرف جيداً أن البعض من ذوي القربى سيقول حتماً شامتاً غاضباً متربعاً كرسي الأعلى والرفض على آخر ايقاعهِ ومن خلف أنفه: هذا من ظلمك !!! من غير أن يلتفت هذا البعض الى التاريخ والظروف الموضوعية العلمية ويستنبط منها الواقع الحي المعاش بكل ثقله وارهاصاته وضغوطه العامة والخاصة . لكنه ينظر بمنظار الرؤية غير الموضوعية غير العلمية مستنداً الى قيل وقالْ ، دون الامعان والتدقيق في واقع الحالْ، والظلم من كل جانب شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالْ ، وماجرى ويجري من اهمالْ ، واستصغار وتهميش واستئصالْ...!!
* * * * * * لو كان لهم داخل القلب والروح قوات عسكريه، أو مليشيات مسلحة دمويه، لقامت بانقلاب لتؤسس لدولة الجراح والآلام داخل النفس. هذي الجراح النافرات دماً وألماً لاتندمل بسهولة اندمال جراح الجسد. فالجسد لحمٌ وعظام ودمٌ ، سرعان ما يلتحم اللحم والجلد حين تطعنهما سكين حادة. لكن الروح من علم ربي ، فكيف تندمل جراحها وتلتحم تصدعاتها حين تنزل عليها طعناً بالنصال سيوف الأشقاء الأقربين من فصيلة الدم الواحد ، فكيف إذن بسيوف ورماح الغرباء الأبعدين من فصيلة دم أخرى ..؟! وقد يصرخ قائل منهم مستنكراً: ومن قال ذلك ؟ يا أخي ، يا تاج راسي ، لا حاجة لقولها والجهر بها واعلانها على رؤوس الأشهاد وهي تقرأ في العيون ، وعلى الألسن ، وخلف الأبواب ، ومن واقع الحال، وتحرك الأحوال، والقيل والقال ، ورد السؤال ، والتلكؤ في تنفيذ الأقوال ، والاهمال في تفعيل الأعمال ، والابتعاد عن الطبطبة على ظهور الأجيال ، التي حملت الأثقال ، وضحت بالحال والمال ، وألقيت خلف حدود القريب والبعيد فعانت المحال ، الذي لا يطاق ولا تحمله الجبال.. * * * * * * يا أخي .... في كل وادٍ وسكنْ من ربوع الجبل الشامخ في أرض الوطنْ .... إنْ كنتَ قد ظـُلمتَ ، قد ظـُلمتُ .... إن كنتَ قد هُجرتَ ، قد هـُجرتُ ... إنْ كنتّ قد قـُتلتَ ، قد قـُتلتُ .... إن كنتَ قد سُجنتَ ، قد سُجنتُ ... إنْ كنتَ قد عـُذبتَ ، قد عـُذبتُ ... إنْ كنتَ قد صودرتَ، قد صودرتُ ... إن كنتَ قد ضحيتَ بالنفس لأجل الأرضِ والجبال ، قد ضحيتُ ... إنْ كنتَ قد سُلبتَ، قد سُلبتَ .... إن كان قد عانى من الجوعِ من التشريد أطفالكَ ، فمن قبلهمُ أطفالي .. إن مات في التهجير والأنفالِ نساؤكم ، رجالكم ، أطفالكم ، شيوخكم ، فقبلها أنفالي ... إن كـُنَ قد أنتهكتْ نساؤكم ، فقبلها نسائي.... وهذه ليلى ابنة القاسمِ من بناتي ... وهذه ميسون قد تفجر اللغم بها وهي على حدود ايرانَ مع التهجيرِ وتلك أم فقدتْ رضيعها في رحلة التسفيرِ من شدة البردِ ، ومن حرارةِ الهجيرِ وهذه .... وهذه ............ وهذه ....... ................... أواهِ ، كم اسماً حوتْ ملاحمُ التعذيبِ والسجنِ ومن مجاهل المصيرِ...!!!!
يا أيها القريبُ الحبيبُ الغالي على العينِ ، على النفسِ ، ومهما طالت السيوفُ والرماح والكلامُ والأقلامُ ، وزيدت الهوة ُ فيما بيننا كي تكثرَ الألغامُ ... فنحنُ من طينة تلك الأرض والجبالِ والأنهار والأشجار والغابات والوديانِ والأجدادِ والآباءِ والأبناء، تحملنا الأنسامُ تعزفنا الأنغامُ تجمعنا الأحلامُ ..................
إنْ جاهد البعضُ على إماتة اللحمةِ ، مااستطاعوا ... إنْ حاول البعضُ المريضُ الجاهلُ أن يعزفَ الكلامَ في اللحنِ على الرافضةِ ، فلن ينالوا تفريقَ شمل الأمةِ الشماء والرقصَ على التشتيت والتحقير والتهميش والرفض، ولن يفوزوا ...
فيا أخي ..... إن كنتَ ابن الأرض ، إني ابنها .... إن كنتَ قد حلمتَ أن ترى الشمسَ على جبالها ، فإنني حلمتُ ... إن كنتَ نبضَ الأمل المشرق ، إني نبضهُ ... إن كنتَ صوتَ اللغةِ القديمةِ الأصداءِ ، إني صوتها ......
مع كل هذا السيل من منابع الأصيل والأصل فإني أحلمُ : منْ حقي أنْ تراني أن تنشدَ الأغاني وتغزلَ المعاني عن قرب ما في النفس من مرابع الوجدان ِ أرغبُ أن تسمع هذا الصوتَ والتفاني ... تجعله في قمة الأماني ... ودولة الأمان ِ ورحلةِ الزمان ِ والمكان ِ خارطة ً ترسمها في العين في القلب وفي مسلةِ الحنان ِ بعيدة ً عن كل ما في الروح منْ أحزان ِ.............
فيا أخي ..... يا لبَ هذا القلبِ والعينينِ ، أبعدَ هذا كلهِ ها انت كرديٌ مع التقدير والتنفيذِ ........ وأنا كردي ....... مع وقف التنفيذ ...؟؟!!!!!!!
الخميس 22 حزيران 2006
|