رسالة الى القيادات العراقية الشـيعية: وماذا عن الفيليين؟ عبد الستار نورعلي بسـم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسـلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الطيبين
الطاهرين. وحتى أنهم في أفراحهم وأعيادهم ومنها عيد النوروز
بالذات في الحادي والعشرين من آذار كانوا يتوجهون الى مدينة النجف الأشرف
لزيارة مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع) وعيادة مقابر موتاهم، وقضاء أيام
ٍهناك في احتفالية عُرفوا بها وأصبحت من تقاليدهم. يكفيهم فخراً واعتزازاً ووساماً أنه لم يظهر بينهم على مدى تاريخهم الطويل خائن لوطنه وشعبه وأمته، أو مشارك في مظلمة وايذاء، أو متآمر يضع يده في يد الأعداء من الأجنبي والحاقد والمتربص، بل العكس فمسيرتهم في العراق خير دليل ناصع ينبض بالاخلاص والوفاء والحرص على الوطن. كان أبناؤهم مشاركين عن قناعة وايمان وحماسة واندفاع في كل نضالات الشعب العراقي في عهود الحكم السابقة وفي صفوف غالبية الحركات والاحزاب الوطنية والقومية والدينية، فتعرضوا بسببها للمطاردة والاعتقال والسجن والتعذيب، وسقط الكثير منهم شهداء في هذا الدرب. ومنهم الآلاف من خيرة شبابهم وشباب العراق ومذهب آل البيت الذين احتجزوا في حملة التهجير القسرية الظالمة عام 1980 وبعدها، لتختفي آثارهم حتى عن المقابر الجماعية. هؤلاء الذين لم تعد حقوقهم ولا حقوق عائلاتهم ولم تثبت بقانون ومتابعة جدية بحماسة مثل حماستهم حين قدموا حياتهم على مذبح الدفاع والنضال في سبيل تحرير الشعب العراقي من الظلم والاستبداد والاضطهاد والمصادرة وطمس الحقوق، منذ سقوط النظام الدكتاتوري الدموي السابق ولحد اليوم، مع ان السلطة والقرار بيد أخوانهم في المذهب واخوانهم في العِرق؟!! لكن الملاحظ أنه ظلت الوعود تـُطلق، والأقوال تـُغدق،
قبل الإنتخابات ، أما بعدها فالأبواب تـُغلق، والأقوال والوعود لا تـُطبق،
والأفعال تتراجع وتـُعلق، والألسنة تتلعثم في المماطلة والتسويفِ فلا تنطق،
وفي الصمت تغرق . وبعد كل هذا هل يجوز أن يتعرضوا ثانية، ومن أبناء المذهب الواحد، الى التهميش والاقصاء، وكأنهم من البعداء والأعداء؟ وهل من الانصاف أن يُواجهوا بصم الآذان،وصمت الألسن وغياب الأعوان، عن حقوقهم المصادرة منذ زمان، أيام الاستبداد والطغيان؟ وهل يحق أن يلقاهم اخوانهم في الحكم بالمماطلة والتسويف في استعادة حقوقهم من أملاك ووثائق مصادرة، وأموال في البنوك محجوزة، وتثبيت حقوق شهدائهم مثل غيرهم من شهداء العراق الأبرار الخالدين؟ أليسوا من المُهجَرين والمهاجرين ، أم أنهم ذهبوا في سفرة سياحية ؟! ألم يقدموا قوافل الشهداء في مسيرة الظلم الذي تعرضوا له مع أخوانهم من كل أطياف الشعب العراقي دون تمييز وتفريق ؟ لم تكنْ التضحية ولا الشهادة ولا التعرض للظلم وقفاً على فئة دون أخرى. ولايجوز أن تكون إزاحة الظلمات وايقاف الانتهاكات، وتقديم المنجزات، واغداق المكرمات، وإعادة الحقوق المصادرة، لا يجوز أن تكون وفق طبقات ودرجات، على قاعدة ذوي القربى من قرابة الدم والدين والمذهب والمدينة والمناطقية والانتماء السياسي والطائفي. ولا يحق لأحد أياً كان أن يجعل منها مرجعاً وخطة عمل ، ومبرراً في سياساته وتوجهاته وتطبيقاته. فلا يُزاح ظلم ليُستبدلَ بظلم من نوع آخر، ولا يُهدَم
نظام حكم مستبد باغ ٍ ليأتي بعده استبداد في ثوب مغاير، ولا يُحارب التمييز
والتفريق بين المواطنين ليقعوا ثانية فريسة لهما بهذه الحجة او تلك، وبهذا
التبرير أو ذاك. وأنتم خير العارفين، وأصدق الشاهدين.. الحق والعدالة متجردان عن الأهواء والولاءات والتمييز
بين الناس. |