أعراسُ الشـهداء عبد الستار نورعلي
(الى كل الشهداء العراقيين الأبرياء الذين يتساقطون كل يوم ضحايا لجنون وهمجية الأحقاد العمياء وحرب اللامعنى واللاهدف)
لم تزلْ روحكَ تسري في شرايينِ الفؤادْ لم يزلْ جذركَ هذي الأرضُ والغصنُ ثمارٌ من عذاباتِ البلادْ لم يزلْ كلُ الذي قيلَ عن الحبِ التياع ٌ ونزيفٌ واتقادْ فصراخاتُ العبادْ صلواتٌ كلها في حضرةِ الأرض ِ اهتزازٌ للرقادْ.
ولدتنا الأرضُ كي نبنيَ كي نحرثَ كي نشعلَ شمعاً في ظلاماتِ السهادْ وحملنا القلبَ والروحَ ونورَ العيِنِ والأيديَ حتى نزرعَ الخيرَ ثماراً تـُشبعُ الناسَ ضياءاً وينابيعَ حصادْ.
يا شهيداً ، نحنُ إنْ صُغنا لكم كلَ القوافي وبكيناكم بآلافِ المراثي وزرعناكم قناديلَ من الحبِ زهوراً في القلوبْ وشموساً في الدروبْ ما وصلنا السفحَ من قمتكمْ ما بلغنا نجمكمْ ما وفينا حقكمْ ما استطعنا أ نْ نداني جرحكمْ ، كلُ ما نحملهُ حرفٌ وصوتٌ صارخٌ بين الجموع ْ وجراحاتُ الضلوع ْ. أنتمو رائحة ُ الأرض ِ حماماتٌ وبيضاءَ تطيرْ فوق رأسِ الدارِ والأشجارِ والأسواقِ والوديانِ والأنهارِ والحبِ الوفيرْ أنتمو صوتُ الضميرْ صارخاً في وجهِ أفاقٍ صغيرْ ظامئ للقتلِ ، للحقدِ أسيرْ .
هذه الدنيا تضيقْ والوحوشُ الكاسراتْ حرة ٌ تنهشُ أحلامَ الطريقْ تحرقُ الأرضَ لتروي سـمها من دماءِ الأبرياءْ وجراحِ الأنقياءْ ودموعِ الفقراءْ.
يا شهيداً مرَ بالدربِ وأهدى أرضهُ كلَ ما في الروحِ من حبٍ عميقْ ووفاءٍ لقريبٍ وبعيدٍ وصديقْ كلَ ما في كربلاءْ من معان ٍ تضحياتٍ واعتلاءْ قممَ التاريخِ والنجمِ وأنوارَ السماءْ وأغاني الأبرياءْ.
ياشـهيداً ، إنَ ما يجري نزيفٌ و بلاءْ من خبيثٍ يضمرُِ البغضَ وتاريخَ عِداءْ ، وغزيراتُ الدماءْ من نياشينِ جباهِ الأولياءْ وطريقِ الأنبياءْ . لم تموتوا ، لنْ تموتوا ، شمسكمْ تسطعُ في ليل الوطنْ يثبتُ القلبُ ويقوى رغمَ آلافِ المحنْ وشراراتِ الفِتنْ وانقلاباتِ الزمنْ كي تعودَ البسمةُ الكبرى على أوجهِ أطفالِ الوطنْ ونغنيها معاً وبألحانِ الشجنْ : موطني ، موطني ، الجمالُ والجلالُ والسناءُ والبهاءُ في رباكْ في رباكْ ....... الأحد 3 ديسمبر 2006 |