السيدةُ الكبرى

الى الفقيدة أم تارا (أمينة خان) حرم الاستاذ ابراهيم صوفي محمود

 

عبد الستار نورعلي

 

 

 

ها نحـنُ  أمونـةً ننـأى  ونفتـرقُ

والليلُ يمكثُ والتسهيدُ والحُرَقُ

 

            - الجواهري في رثاء زوجته -

 

 

 

لا ليلَ يمكثُ والذكرى تعاشـرُنا

والحبُ يحملنا في جنحهِ الغضِرِِ

 

  * * * *

 

يسألني الليلُ :

 

هل تذكرُ

تلكَ الأختَ المعجونةَ بالطِيبِ

في رابعةِ نهار الدنيا

حيثُ اصطفَ الحبُ الانسانيُ الخالدُ

ببابِ القلبِ ؟

 

هل تذكرُ

كيفَ الوجهُ المألوفْ

بصفاء الروحِ وحبِ الناسِ

يبتسمُ

منْ أعماق القلبِ ويروي

قصةَ تلكَ السيدةِ الكبرى ؟

 

هل تعرفُ أن الانسانَ المنسوجْ

منْ رفع الصخرةِ فوقَ الكاهلِ

أيامَ العمرِ

مثلَ سيزيفْ

يزرعُ في عينيهِ وفي الصدرِ

كلَ الدنيا

كلَ الناسِ

كلَ الحبِ ؟

 

هل تعرفُ أن السيدةَ الجبلَ

كانتْ كبرى

كبرى بالدفءِ وبالحبِ

كبرى بالنفسِ وبالقلبِ

كبرى بحنانٍ في الصدرِ

كبرى بالطيبةِ والخيرِ

كبرى بعذاباتِ الصخرِ

كبرى بوفاءٍ كالبحرِ

كبرى بهدوءٍ كالبدرِ

كبرى بالصمتِ وبالحرفِ  

كبرى بالألمِ وبالنزفِ

كبرى بالتضحيةِ الكبرى

كبرى مثلَ جبالِ الوطنِ ؟

 

هل تعرفُ

لو أن الصخرَ تصدعَ من ألمٍ

لم تتصدعْ ؟!

 

أعرفُ ...

أعرفُ أنَ إجاباتِ الدنيا

لن تكفي السيدةَ الكبرى !

 

           * * * *

 

يا ابنَ الفراتين ما الحرقاتُ ماكثةً

حينَ الثمارُ خزينٌ منْ هوىً عَطِرِ

 

ها إننا نذكرُ الكبرى وقد رحلتْ

لكنها في شعابِ القلبِ والبَصَرِ

 

نعيدها قصـةً بالطِيـبِ  سـاريةً

بكل ما تنبضُ الخيراتُ من صُوَرِ

 

الأحد 5 آب 2007