بياع الفلافل والرقاص والقاتل

 

عبد الستار نورعلي

 

 

 ذاك بياعُ الكلامْ

في بلادٍ كم أُضيمتْ

كمْ تُضامْ!

أصبح اليومَ رئيساً

ياسلامْ!

فيلسوفاً لايُبارى

وزعيماً لايُجارى

لايُساوي عندنا شروى نقيرٍ و سخامْ

 

ذاكَ بياعُ الفلافلْ

والمرابي والمخاتلْ

أصبحَ اليومَ على الشعبِ المعاني والمناضلْ

مستشاراً ألمعيا

ووزيراً عبقريا

وعليماً عالميا

لايدانيهِ عليمٌ وحكيمٌ ومقاتلْ!

إنهُ حكمُ المهازلْ!

 

كانَ بالأمسِ على أبوابِ صندوقِ الضمانْ

واقفاً مثلَ حصانٍ في الرهانْ

ناطراً ساعةَ توزيعِ المعوناتِ السخيه

في المراعي الأجنبيه

ناعماً فيها بخيراتِ الزكاةْ

والأمانْ

 

جاءنا صفرَ اليدينْ

خاويَ البطنِ هزيلَ المنكبينْ

فإذا اليومَ جيوبٌ عامره

عرباتٌ ويخوتٌ وبيوتٌ فاخره

وملايينٌ من الدولارِ تحويها الحقائبْ

والزكائبْ

والبنوكُ الحاضره

في البلادِ الكافره!

ومصوغاتٌ من الإبريزِ واللؤلؤ

والماسِ الثمينْ!

وغدا القائدَ والرائدَ والوالي الأمينْ!

إنها من سخرياتِ الدهرِ مقلوباً

وفوق العقبينْ!

 

بائعُ الذمةِ والرقاصُ والقاتلُ

محروقَ القيامه

لبسَ اليومَ عمامه

محنياً للغاصبِ المحتلِ هامه

ساجداً قِبلتهُ الدولارُ منزوعَ الكرامه

صارَ عضواً بينَ أحزابٍ وتيارٍ ومجلسْ

صارَ للحقِ مُدلِسْ

شاهراً سيفَ الطوائفْ

رافضاً كلَ مخالفْ

قاتلاً صاحبَ عقلٍ وكتابٍ وشهامه

 

وطني اليومَ ديارٌ أُحرِقَتْ

ثرواتٌ نُهبتْ

وبنوكٌ سُلبتْ

وبيوتٌ فُجرَتْ

حرماتٌ هُتكتْ

ونفوسٌ دونَ ذنبٍ قُتلتْ

وشعارُ الحاكمين الآنَ: "اغرفْ!"

شاطرٌ من خرجَ اليومَ بلقمَهْ

مثلَ هرٍ سارقٍ منْ داخلِ المطبخِ شحمَهْ!

 

 

الأثنين 23 حزيران 2008