ســجـن قـصـر النهــايــة
Jan 18, 2005
بقلم: ضياء السورملي ـ لندن
Kadhem@hotmail.com
يمتازالحكم في العراق بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بالظلم الفادح وخصوصا
على أبناء جلدته وابناء شعبه ، لقد تم قمع الكثير من التنظيمات السياسية
والتظاهرات وتصفية الخصوم السياسين للحكام وبشكل بشع ترفضه كل القيم والأعراف
السماوية والوضعية . تشكل هذه الأنتهاكات مخالفة واضحة وفاضحة لكل المواثيق و
الأتفاقيات التي أبرمها ووقع عليها العراق باعتبارها دولة عضوة في الأمم
المتحدة ،
اضافة لما ذكر فهناك سلسلة طويلة من حملات الأبادة الجماعية للجنس البشرى
الذي مورس ضد العرب في الجنوب والأكراد في اقليم كردستان متمثلا بقصف القرى
والأرياف والأهوار بقنابل النابالم المحرمة دوليا في عهد حكم المقبورالمجرم
احمد حسن البكر وبقيادة حزب السلطة الحزب الفاشي النزعة حزب البعث العربي
الأشتراكي والذي تم استخدام اعضاء هذا الحزب بشكل بشع لقمع الشعب العراقي
وكذلك الشعوب المجاورة له مثل الكويت وايران وكذلك تصدير ارهاب الدولة الى
مختلف بقاع العالم من خلال شراء الذمم ،
ثم اعقب ذلك الفترة المظلمة من عصر الحكم المتردي بكل المقاييس، حكم الجاهل
المتخلف الأمي صدام حسين ، في هذه الفترة انهارت كل مرافق الدولة بشكل منهجي
ومبرمج نتيجة لحكم فئة ضالة جاهلة طائشة لا تفهم من ابجديات السياسة وادارتها
الا القتل و البطش لكل ما هو خير ومفيد من الشرفاء والأبرياء في هذا البلد ،
لقد تم استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد أبناء الشعب العراقي بعربه واكراده
واستعمال غاز الخردل وغاز الأعصاب ضد الجيش الأيراني في الحرب العراقية
الأيرانية للفترة من سنة 1980 – 1988 ثم الحرب القذرة الثانية التي شنت على
الكويت حيث تم استباحة شعب باكمله وتدمير البنية التحتية للبلاد بكل مكوناتها
، والسبب هو الهوس والنشوة المزيفة للعظمة و الألوهية التي يبتلى بها كل
الطغاة ، لقد تم ابادة الجنس البشري متمثلا بقتل اكثرمن عشرة الآف من ابناء
الكرد الفيليين ممن يتراوح اعمارهم بين عمر السادسة وعمر الأربعين سنة وقتل
اكثر من مائة وسبعين الفا من الأكراد من اقليم كرستان الجنوبية ـ كردستان
العراق وقتل الآلآف من العراقيين في منطقة وسط و جنوب العراق وتدمير الأهوار
وتجفيف منابعها
بقي ان نتحدث عن السجون في العراق ، والتي تم تصيفة الآف العراقيين في
زنزاناتها ، يعتبر قصر النهاية من السجون المتخلفة والمشابهه للسجون من
الطراز التركي التي لا تعير للسجين اي اعتبار لآدميته ، سجن تنعدم فيه ابسط
حقوق المواطن ، قال الأستاذ فائق بابان وهو مدرس اللغة العربية في احدى
المدارس الأعدادية في بغداد عندما انتشر خبر هدم قصر النهاية
لقد هدموا قصر النهاية ...... ولكن جعلوا من جسدي ألف نهاية
نعم لقد هدموا قصر الزهور أو قصر النهاية والذي كان اسم هذا القصر مرتبطا
باسم الخنزير المقبور المجرم ناظم كزار الذي قتل شر قتلة نتيجة لخيانته
لأولياء نعمته ومن دربوه على القتل ، هدموا هذا القصر ليحل مكانه قصرا آخر
ليكون مقرا للمخابرات وهذه المرة بقيادة المجرم برزان التكريتي الأخ غير
الشقيق للمجرم صدام حسين ، شهد هذا المكان الذي يقع قبالة متنزه الزوراء وعند
مدخل مدينة المنصور مصرع وقتل وتذويب بأحواض حامض الكبريتيك وبواسطة الآت ثرم
لحم البشر .
من السجون البشعة أيضا في بغداد سجن الفضيلية وسجن أبو غريب وسجن الأمن
ألعامة وسجن الكاظمية ومن سجون المحافظات العراقية السيئة الصيت سجن
السليمانية ونقرة السلمان وسجن البصرة وسجن الحلة والسجون السرية الموزعة في
كل مكان من العراق
لقد مورست ابشع الأساليب التي لا يمكن لأي كائن عاقل او غير عاقل ان يستوعبها
او حتى وصفها ، الأجهزه الحديثة لأدوات التعذيب استوردت من الدول الحضارية
الراقية مثل بريطانيا وألمانيا و الصين والأتحاد السوفيتي وغيرها من الدول ،
لقد جربوا الأسلحة الكيمياوية التي حصلوا عليها من المانيا والأسلحة
الجرثومية على السجناء ، لقد انتهكوا الحرمات ومارسوا ابشع الأعتداءات
الجنسية بحقهم ، لقد تم تدريب اشخاص لا أهل لهم و لا أصل ، كان الجلادون كلهم
من اللقطاء وكانوا لا يعرفون شيئا في حياتهم سوى القتل والملذات و الفساد
وانتهاك الأعراض من دون اي وازع للضمير ، استخدوا الكلاب لتنهش اجساد الضحايا
واستخدم المقبور عدي صدام حسين النمور لتفتك بالمساجين .
ثم بانت الفضيحة الأخلاقية التي مارسها الجلادون و السجانون في سجن ابي غريب
السئ الصيت منذ تاسيسه الى يوم تحديثه ، السجن يبقى سجنا و الجلاد يبقى جلادا
والضحية تبقى ضحية ، لا يهم المكان ولا يهم الزمان .
السجن الذي قضى فيه الزعيم نلسون مانديلا اكثر من ربع قرن من الزمن هو نفس
السجن الذي قضوا فيه احبتنا المغيبين كل حياتهم لا يختلف ابدا فكل شهداءنا
نلسون ماندلا وكلهم راحوا فداء ً لمبادءهم .
لا نريد ان يهدموا بعد الآن السجون ويجعلوا من اجسادنا جثثا تأكلها الغربان ،
لا نريد بعد الآن ان يمس كرامتنا جاهل ومتخلف حيوان ، لا نريد بعد الآن ان
يتجرأ احد و يلقي بنا خلف القضبان .
نريد الأمان والأطمئنان ، نريد ان نعيش كما يعيش البشر حرا كريما في بقية
الأوطان . سنبني وطننا ونحرر دستورنا ونحول سجوننا الى متاحف تذكرنا بما فعله
بنا حثالة وارذال حكام وطغاة هذا الزمان ،
لن يرهبنا بعد الآن سجان ، لن يرهبنا بعد الآن سجان
Back |